ما هو الأتزان في حياة الأم
عندما كانوا أطفالي صغار اخترت أن أكون معهم ولا أسلمهم لأحد. لست أخجل بهذا القرار ولست أندم بل أفتخر انني قمت بما قمت به، فها هم اطفالي اليوم في جيل المدرسة، وجاء الوقت لأكون المرأة التي أستطيع ان أكونها ولكن في الوقت المناسب. فالكتاب في جامعة الأصحاح الثالث يؤكد" أن لكل شيئ زمان، ولكل أمر تحت السماوات وقت." فلهذا تعلمت ان أتمتع بكامل رعايتهم واخترت ان اضع العمل ونموي المهني لينتظر بعض الوقت.
فأنا شخصياً دفعتني الأيام الماضية التي كانت تعصف بالمسؤوليات والخدمات الكثيرة أن أقوم بأعادة التأمل والتفكير بأولوياتي. أتفحص أن كنت اسير نهج ما اؤمن به اتجاه زوجي وأولادي والمقربين الي أيضاً. فأخذت بعض الوقت للقراءة وللدراسة الشخصية في موضوع تربية الأطفال ومواضيع أخرى في العلوم النفسية. عدت لأعيد بعض الأتزان الصحي لحياتي.
فأخذت قرار أن أقول لا لبعض الكتابة التي اعتدت ُالقيام بها، وأيضاً رفضتُ بعض فرص التحدث والتعليم التي عُرِضت، على الرغم من أنها جميعها متعة لي وسبب بركة لحياتي، ولأنني أجيد فعل الكثير قررت أن أختلي لبعض الوقت، لآخذ وقتاً اكثر مع كتابي الغالي (الكتاب المقدس) واتمتع بقراءة الكتب التي تهمني، والأهم أن أقضي الوقت الإضافي مع أولادي.
وفي أحدى القراءات، أعجبني ما كتبه ستيف بيدولف الذي عمل كطبيب نفسي للعائلات عن هذا القرار الذي اتخذته في فترة الطفولة لأولادي الثلاثة الا وهو أن أبقى معهم حتى عمر الثالثة. وبينما كانت عيني تجول كتابات هذا الطبيب افتخرت بنفسي ورغبت في المشاركة لبعض أفكاره التي أنا شخصياً عشتها واختبرتها.
يقول عليك كأم أن لا تخجلي من أسباب البقاء مع أابنائك في المنزل:
1. أنا أنانية: لم أدع غيري يستمع بصحبة ابنائي الصغار.
أنها لحظات باهظة الثمن ، أنني أريدها كلها لنفسي.
2. أنا الأفضل: لا يمكن أن يربي شخص أبنائي أفضل مني، فلا أحد يحمل لهم نفس المشاعر التي أحملها أنا، ولا أحد يعرفهم مثلي.
3. أنا بالغة الحرص: أنني أتمتع بحرص أمني بالغ أتجاه أمن أبنائي وحمايتهم ضد الأعتداء عليهم، واتجاه ما قد يتعرضوا له من وسائل الأعلام المختلفة، أن تواجدي مع أبنائي طوال الوقت لا يترك مجالاً للمخاطرة في مثل هذه القضايا.
4. أحب العمل ضمن فريق: أتعاون مع زوجي على نحو جيد، فكل منا يكمل الأخر في مهام التربية. وانا أحب العمل معه فهذا يزيد التقارب بيننا.
ولكن طبعاً لن اقف هنا بل هناك كلمة للام المجبرة على العمل. " هذا إن لم أكن أملك الخيار". هناك الكثير من الأمهات من أصحاب الدخل المنخفض: أو اللاتي يعاني أزواجهن من البطالة، أو اللاتي لا ليس لهن أزواج؛ أي أنهن لا خيار لهن.
أن كنت مجبرة على العمل، فيقول الطبيب ستيف بيدولف ان الطفل قادر ان يتفهم الحقيقة بحدسه. أن كان الطفل يدرك انك تفضلين البقاء معه لكنك لا تملكين الخيار. فتأثير ذلك سيكون اقل من شعوره بأنك تفضلين العمل أكثرمن البقاء معه.
بقلم مدلين سارة
السيدة مدلين سارة، أخصائية تربية وحاصلة على شهادة الماجستير في الإرشاد والمشورة المسيحية في جامعة ليبرتي في ولاية فرجينيا بالولايات المتحدة