روما- أشعر بالحماسة عندما أتحدث عن الله الصالح، ولا يسعني إلا أن أمتلئ فرحاً كلما فعلت ذلك. فهو الذي ملأ حياتي رجاءً، وأعطاني دافعاً للمضي قدماً كلما واجهت صعوبة... هو أب عظيم.
في صباح أحد الأيام، خرجت متأخراً إلى عملي. أسرعت في القيادة لأصل باكراً. في أحد الشوارع، التقيت بشاحنة تسير ببطء شديد وكان يقودها جدّ معه حفيدته الصغيرة. كنت مستعجلاً وكان هو يقود ببطء مدهش. أحياناً، كانت الطفلة تنظر إلى الخلف وتلقي التحية عليّ. فكنت أبتسم لها وأردّ التحية.
كنت بحاجة لتجاوزه. تحضرت للقيام بذلك قرب تقاطع عندما شعرت بصوت عذب يقول لي: "صلّ لأجلهما".
خففت سرعة السيارة وبدلاً من تجاوزهما، صليت: "يا رب، احمهما، باركهما، واحفظهما من كل أذى". في هذا الجزء من الثانية، خرجت سيارة مسرعة من التقاطع وفقدت السيطرة فارتطمت بمقدمتها بشاحنة الجدّ. كان هذا الحادث قوياً وعنيفاً.
ترجلت من السيارة وركضت لتقديم المساعدة. كما أتى الجيران في المنطقة للإغاثة. المذهل هو أن السيارة تحطمت لكنهم جميعاً خرجوا سالمين. أما مسبب الحادث فقد كان شاباً ثملاً في التاسعة عشرة من عمره لم يدرك ما فعله.
قامت سيدة بلمس كتفي. استدرتُ، فقالت لي: "الله يحبك كثيراً". سألتها: "لماذا تقولين ذلك؟".
أجابت: "كنت خارج منزلي ورأيتك عندما أردت تجاوز السيارة التي تعرضت لحادث. لكنك امتنعت عن ذلك فجأة ولم تتجاوزها. هذا الحادث كان لك. ماذا حصل؟".
أجبتها: "صليت. صليت من أجلهما. عندما فعلت ذلك، سلما وسلمت أنا أيضاً. الصلاة نجّتنا جميعاً".
منذ زمن بعيد، قال لي صديق: "التحدث عن الله ليس كاختباره. يجب أن تشعر بحضوره وتعيش حبه". لقد أدركت أنه كان محقاً.
يمنحك الله كنزاً يبحث عنه كثيرون في أماكن خاطئة. يجعلك سعيداً. لا يخلصك من المشاكل لكنه يجعلك سعيداً. يقوّيك ويملأك سلاماً وصفاءً.
الآن، أعيش حياتي كما أردت على الدوام، في حضرة الله. أكتب وأتمتع بعائلتي وأتعلم رؤية الخليقة كهدية كبرى أوكلها إلينا.
في كل صباح، أستيقظ وأقول: "شكراً يا رب". لماذا؟ كما كانت تقول القديسة كلارا الأسيزية: "لأنك خلقتني". وأتابع... (شكراً) على الحياة، لأنك أبي، على عائلتي، على الإيمان، على ابنك وعلى الخليقة.
بعدها، أجلس خارج المنزل، أغمض عينيّ وأصغي للعصافير. يا للروعة! شكراً يا رب".
أليتيا