يسوع المسيح هو الطريق. إنه طريقنا الى الله طبعًا وقبل كلّ شيء. ولكنّه، في الوقت عينه، طريقنا إلى الإنسان. والإنسان، أيضًا، هو طريقنا الى المسيح. الإنسان في كامل حقيقة وجوده، أي في شخصه وحياته الجماعيّة والاجتماعيّة، في نطاق عائلته ومجتمعه ومختلف ظروفه وفي نطاق أمّته أو شعبه. بآلامه وآماله وأحزانه وأفراحه، وكل الشدائد التي يمر بها اليوم.
يسوع المسيح هو طريقنا إلى الإنسان. الإنسان هو الانسان العربيّ عامة، والإنسان في كلّ بلد من بلداننا في المشرق العربيّ. إنه المجتمع العربيّ الذي نعيش فيه ومعه ومن أجله. هذا هو طريقنا الى المسيح، كما ان المسيح طريقنا إليه. إذا أراد المسيحيّون في الشرق أن يكونوا مسيحيين متجسّدين على مثال المسيح المتجسّد، فهذا هو الطريق. لا يشكّل المسيح جسمًا عازلا بيننا وبين مجتمعاتنا، كما أن مجتمعاتنا لا تشكّل جسمًا عازلا بيننا وبين مسيحنا (من وحي كتاب الأب رفيق خوري: الحضور المسيحي في المشرق العربي، بين الماضي والحاضر والمستقبل، 2014).
+بقلم البطريرك ميشيل صبّاح