تكلَّم أشعيا النبيّ على "العبد المتألم" (اقرأ أشعيا، فصل 53)، الذي "حمل آلامنا واحتمل أوجاعنا" والذي "بجراحه شُفينا". الألم، ليس للموت. ولا للانغلاق في طلب الانتقام، ولا للانغلاق في الخوف من الآخرين. بل للشفاء من الشرور المتراكمة فينا، ولشفاء المعتدي علينا نفسه ممّا فيه من شرور . الله الذي خلق ورأى أنَّ كلَّ شيء حسَنٌ قادر على أن يحوِّل الألم إلى طاقة شفاء وحياة وانفتاح وقبول للناس أجمعين، ولو ظهروا أعداء. وبقوّة الله فينا، نقدر أن نحوّل نحن أيضًا كلَّ موت فينا إلى حياة لنا ولقاتلينا، فتبقى الحياة لنا وللجميع مكان أمل ومودَّة، لا مكان انتقام أو خوف.
(من كتاب الأب رفيق خوري: الحضور المسيحي في المشرق العربي، بين الماضي والحاضر والمستقبل، 2014).
+بقلم البطريرك ميشيل صبّاح