لم يبق من سوريا سوى مسيحييها، وبالقضاء عليهم ستُمحى
سوريا من على سطح الأرض..
هم سوريا وسوريا همٍ....
ليس في سوريا حيّ نظيف إلا ما يقطنه المسيحيون...
ليس في سوريا خلق حميد إلا ما أورثنا إياه المسيحيون...
ليس في سوريا مدارس لا تعلم الحقد والكره إلا مدارسهم...
ليس في سوريا معبد جميل إلا معابدهم...
ليس في سوريا درس محبة إلا ما يُتلى في بيوتهم وكنائسهم...
أجمل الأعياد التي احتفلنا به وأكثرها بهجة كانت أعيادهم...
هم ملحنا، وسكرنا، وطحين خبزنا، وأزهار حدائقنا....
لولاهم لكانت الحياة في سوريا قبيحة للغاية وقاحلة للغاية...
دمّرت جحافل البدو تراثهم ولغتهم وتاريخهم، وحاولت أن تستبدلها
بثقافة الصحراء التي تتبنى مبدأ "لا تأخذكم بهم رأفة"، لكنهم ظلوا
أوفياءا لتعاليم الههم:
فأحبوا من عاداهم لأنهم لا يعادون...
وأحسنوا إلى مبغضيهم لأنهم لا يبغضون.....
وباركوا لاعنيهم لأنهم لا يلعنون.....
يصادقون ولا يغدرون...
يسامحون ولا يحقدون...
يعطون ولا يطالبون..
من على منابر المساجد شُتموا ولُعنوا وكُفّروا وظلوا أولياءا للوطن
ولأخوتهم في الإنسانية