في مقالين سلطا الضوء على جوائز الأوسكار، أشارت الصحيفة اليومية الناطقة بلسان حال الفاتيكان، Osservatore Romano، إلى أن "سبوت لايت أو "دائرة الضوء"، الذي حصل على جائزة الأكاديمية الأمريكية للعلوم والفنون (أوسكار) لأفضل فيلم، هو شجاع وليس معادٍ للكاثوليكية.
وكتبت المؤرخة والصحفية لوشيتا سكارافيا في عنوان عريض لافتتاحية مقالها "ليس فيلماً معادياً للكاثوليكية"، وكتبت أن سبوت لايت "ليس معادٍ للكاثوليكية، كما يُكتب، وذلك لأنه تمكن من التعبير عن الصدمة والألم العميقين للمؤمنين في مواجهة اكتشاف هذه الحقائق المروعة".
وتابعت: إن الفيلم "لا يخوض في معركة جوزيف راتزينغر (البابا بندكتس السادس عشر) الطويلة والعنيدة، كمحافظ لمجمع العقيدة والإيمان وكحبر أعظم، وقامت ضد استغلال الأطفال جنسياً في الكنيسة"، لافتة إلى أن "فيلماً واحداً لا يمكن أن يقول كل شيء، وأن الصعوبات التي واجهها راتزينغر تؤكد موضوع الفيلم، وهو أن الكثير من المؤسسات الكنسية لم يعرفوا كيفية التعامل مع التصميم اللازم في مواجهة هذه الجرائم".
وقالت الافتتاحية "ليس كل الوحوش يرتدون الثوب الرهباني. كما أن الاستغلال الجنسي للأطفال لا ينشأ بالضرورة عن نذر العفة. ومع ذلك، فقد أصبح من الواضح أن هنالك بعض الأشخاص داخل الكنيسة يبدون اهتماماً لصورة المؤسسة أكثر من خطورة الفعل".
وبحسب سكارافيا "فإن الدعوة التي نشأت من حفل الأوسكار –والبابا يحارب هذه الآفة- يجب أن ننظر إليها باعتبارها دعوة إيجابية: لا يزال هنالك ثقة في المؤسسة، وهنالك ثقة في البابا الذي يواصل تنظيف ما بدأه أسلافه، منذ كان كاردينالاً. ولا يزال هنالك ثقة في الإيمان الكامن في قلبه؛ الدفاع عن الضحايا، وحماية الأبرياء".
وفي مقال آخر نشر في العدد نفسه من الصحيفة الفاتيكانية، قال مراجع الأفلام روميو رانزاتو أن سبوت لايت "ليس فيلماً معادياً للكاثوليكية، لأن مصطلح الكاثوليكية في حد ذاتها لم يتم ذكرها". وأضاف "هنالك خطر ضد الكنيسة لأنه يميل إلى التعميم. لكن التعميمات لا مفر منها عندما تروى الحكايات في ساعتين فقط". تابع "سبوت لايت هو بلا شك فيلم شجاع، شجب الحالات التي تحتاج إلى إدانة من دون تردد. وقد فعل هذا الأمر بطريقة مفصلة، ارتكز على التحقيق وتضمّن الجدية والصدق في آن واحد".
وقد علّق الكثير من أساقفة الولايات المتحدة حول فيلم سبوتلايت. وناقش رئيس مجلس الأساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة دور وسائل الإعلام في تشجيع المُساءلة، في تشرين ثاني الماضي. وقال رئيس أساقفة لويفيل، جوزيف كورتز، في مدونته في ذلك الوقت: "إن وسائل الإعلام هي واحدة من القوة الرئيسية، والتي تحث الكنيسة إلى الردّ بطريقة فشلت في القيام بها حتى ذلك الحين، ونحن أفضل لذلك".
(المقال نقلاً عن الوكالة الكاثوليكية للأنباء- ترجمة أبونا)