قضيّة "الخبز اليوميّ" قضية محلّيّة وشخصيّة وتهمُّ كلَّ واحد منَّا. وهي أيضًا قضيّة عالميّة، إذ في العالم "جوع" بالرغم من الوفرة والتقدُّم العلميّ وكثرة الثراء والأموال فيه. هذه قضيّة تدعو كلّ إنسان، والمؤمن بصورة خاصّة، إلى أن يخرج من ذاته، ومن همومه، حتى من عوزه ومن جوعه، إن كان هو أيضًا في جوع، حتى يفطن للجياع في العالم.
الجياع في كلّ القارات، جزء من حياة المؤمن الصادق، ومن حياة إنسان فيه من الكرامة ما في الإنسان. ماذا نصنع للجياع في العالم؟ نفطن أنّهم موجودون. نفطن أنّ هناك من هم في حاجة وفقر أكبر من حاجتنا وفقرنا. فنجعلهم موضوع صلاتنا. ثم موضوع محبَّتنا الفاعلة، فيبحث كلُّ واحد كيف يستطيع أن يشمل بمحبّته هؤلاء المحتاجين في العالم والبعيدين عنه جدًّا...
"الجوع" في العالم دعوة لنفطن بمن هم في حاجة وهم قريبون منَّا، في العراق وسوريا وغيرها من البلدان العربيّة، ونجد الطريقة للاتّصال بذلك الواقع البشريّ الذي جرَّده الناس من كرامته. ونتّصل بجموع اللاجئين. هم جزء من صلاتنا ومن محبّتنا الفاعلة ومن إنسانيَّتنا.
ثم هناك أيضًا القريبون جدًّا منّا، في مجتمعنا ومدينتنا وقريتنا. هم أيضًا موضوع صلاتنا، ومشاركتنا وجزء من إنسانيّتنا.
"الخبز اليوميّ" هو أوّلًا، نعم، ما نحتاج إليه نحن. هو عملنا ورزقنا. ولكنّه أوَّلًا أيضًا قضيّة كرامة كلّ إنسان. وإن قلنا إنَّنا نؤمن بالله، فنحن مسؤولون عن كلّ خليقة الله.