رجوعيّ أنا ....وأفتخر !
زهير دعيم
لا يمرّ أسبوع الا وتشاهد عبر شاشات التلفزة مسيرات ومهرجانات يُطلقون عليها " مهرجانات الفخر والتّباهي " تشاهد فيها - ويا ليتك لا تفعل - رجالا مُتبرّجين ، مُخنّثين عراة او يكاد يرقصون مع صبايا تنقط السّفاهة منهن ، يرقصون ويمرحون ويتباهون بأنّهم شواذ.
وممّا يزيد الطين بِلّة هو مؤازرة وسائل الاعلام لهم والتي تدّعي الحريّة وتنادي بها فتقول : انهم مظلومون ...مساكين...وأن تصرّفهم طبيعيّ جدًا، وإنّ من يعارضهم فهو رجوعيّ ومتخلّف لا يعطي للاحاسيس اهمية ومكانًا.
رجوعيّ أنا في قاموسهم وافتخر!
قبل اشهر أقرّ السينات في ولاية نيويورك قانونُا يسمح بزواج الفرد من مثيله وجنسه ، فرقص الآلاف وعمّت الفرحة البلدان والتلال والوديان !!!.
انها السادسة على التوالي في الولايات المتحدة العظيمة !! بالامس كاليفورنيا واليوم اختها نيويورك.
الربّ قريب ، وأقرب ممّا نعتقد ، فالسدوميّة ( من سدوم ) أضحت موضع فخر واعتزاز وعنوان فرحٍ وتباهٍ.
الربّ قريب ... فالفحشاء رفعت رأسها من جديد وأطلّت من هنا وهناك فلا بدّ من طوفان جديدٍ يغسّل النفوس !!!
يُعلّل المُتحرّرون وقوفهم بعناد الى جانب اللوطيين والسُّحاقيات على ان الامر فوق طاقتهم ... انهم مدفوعون رغمًا عنهم ...بل هناك من يشتطّ ويقول : انه أمر طبيعيّ.ناسين ما جاء في سفر التكوين الاصحاح الاوّل : 27" فخلق الله الانسان على صورته.على صورة الله خلقه.ذكرا وانثى خلقهم. 28 وباركهم الله وقال لهم اثمروا واكثروا واملاوا الارض".
ناسين ومتناسين ما يقوله العلم ..فالعلم يا سادة ايها المُتحرّرون يقول : إنّ الشذوذ الجنسيّ نوعان : أصيل ومُكتَسَب ، فالأصيل يحصل نتيجة عطب في التركيب الجيني وهو حالة نادرة جدًا ، والطبّ يقدّم لها علاجًا تماما كأيّ مرض....اذًا هيّا الى العلاج!
أمّا المُكتسَب فهو ناتج عن خطأ في التربية ..فهيّا نربّي كما يليق !.
اذًا الشذوذ بسواده الأعظم اكتسبناه اكتسابًا كما يكتسب الانسان أيّة صفة او خصلة رديئة أخرى ، وبمقدوره ان يمتنع عنها ويجافيها ويقاطعها ويُجفّفها بالارادة والتصميم والاهمّ اللجوء الى الله.
والشذوذ الجنسيّ قديم قدم السقوط في الخطيئة ، وهذا يعني انه لن يمّحي نهائيًا الا عندما يأتي الربّ راكبًا متن السحاب وغاسلا الخليقة من اوصابها وعاهاتها....
نعم لن تنمحي ولكن أن تفور وتمور ونصنع لها اعيادا ومهرجانات تجوب شوارع كبرى مدن العالم ، فهذا أمر مُخزٍ يندى له الجبين خجلا.
رجوعيّ انا ان كانت الحضارة بالتصفيق للشواذ !!!
رجوعي أنا ان كانت الحضارة بالتصرّف الذي يأباه الحيوان !!!
رجوعي انا لان نفسي تتقزّز من تلك المشاهد وأكاد معها الفظ امعائي .
انها حيوانية ...بل الحيوانية أرقى منها.
عذرا.... قد تقولون ان هذا الرجل قاسٍ..فأقول كذا أنا من امور تجعل قيمة الانسان في الحضيض .. كذا انا لا اقبل ان نضع رأسنا في الرمل ونقول لا نسمع ولا نرى.
ان الشذوذ خطيئة تحارب الحقّ الالهيّ، هذا الإله الذي خلقنا على صورته ومثاله، فرُحنا نُشوّهها.
ألم يقل هذا الإله الرائع في كتابه الأزليّ ( الكتاب المُقدّس ) في سفر اللاويين " اذا اضطجع رجل مع ذكر اضطجاع امرأة فقد فعلا كلاهما رجسًا ، انهما يقتلان ودمهما عليها"
الم يقل لنا في عهد المحبة الفائقة والنعمة الدافقة " : "لذلك اسلمهم الله أيضاً في شهوات قلوبهم إلى النجاسة لإهانة أجسادهم بين ذواتهم.. الذين استبدلوا حق الله بالكذب.. واتقوا وعبدوا المخلوق دون الخالق الذي هو مبارك إلى الأبد آمين. لذلك اسلمهم الله إلى أهواء الهوان لأن إناثهم استبدلوا الاستعمال الطبيعي بالذي على خلاف الطبيعة... وكذلك الذكور أيضا تاركين استعمال الأنثى الطبيعي. اشتعلوا بشهوتهم بعضهم لبعض فاعلين الفحشاء ذكورا بذكور ونائلين في أنفسهم جزاء ضلالهم المحق" (رومية 1: 24-27).
"لا تضلوا.. لا زناة ولا عبدة أوثان ولا فاسقون ولا مأبونون ولا مضاجعو ذكور ... يرثون ملكوت الله" (1كورنثوس 6: 9-10).
حقًّا بالامس كاليفورنيا واليوم نيويورك.وغدا .....
لقد امتلأت الارض فسادًا وفحشاء واضحت كلها سدوم وعمورة.
رفعت الرذيلة رأسها والشيطان يضحك قائلا : انتصرت .. انتصرت، ناسيا ومتناسيًا أنّ الربّ سحقه على الصليب ودكّ معاقله ، وأنّ هذا النُصير مؤقت وسينقلب على رأسه حينما يأتي السيّد مع ارتال القدّيسين ليملك .. انه في المطار ... مطار السماء.... وسيهبط قريبًا.
الاستاذ زهير دعيم
وعلينا، اقتداء بأقوال المسيح وأفعاله، أن نعالج جميع المشاكل سلميا أيضا، لا أن نأتي بآيات التحذير المدونة في العهدين كأننا نحث الجهلة على تطبيق حكم الموت على المثلي والسحاقية. ذلك الحكم كان في العهد القديم لشعب قديم قد ابتعد عن الله، والهدف من تدوين أفعال الشر عمومًا في الكتاب المقدس هو لأخذ العبرة والموعظة الحسنة (كل الكتاب موحى به من الله للتعليم والتهذيب والتوبيخ...) أما استمرار الخطيئة إلى اليوم ولا سيما الزنا بشكل عام (أي الإبتعاد عن الله إلى عبادة آلهة وثنية) فهو ما دعا إلى التدخل الإلهي بشخص السيد المسيح له المجد. وحين تدخل المسيح قال: (من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها أولا بحجر) إذا الديّان هو الله المنزه عن الخطإ والعيب والنقص.
ليس ذلك فحسب؛ إنما السيد الرب قد أتى إلى العالم من أجل هؤلاء المرضى لا الأصحاء ومن أجل الخطأة لا الأبرار! فلو أراد المسيح الحكم عليهم بالموت لاستطاع وأفتى قبل حضرتك وقبل فتاوى الذين نُصِّبوا حكاما نيابة عن الله أو الذين نصبوا أنفسهم بأنفسهم.
لكن السيد المسيح (ما أتى ليدين بل أتى ليخلّص) وإذا اتفقت معك بأن الشذوذ في غالبيته مكتسب فدعني أقل أن على الأخ الكاتب أن يحاسب أولا الجهات المسؤولة عن التربية والتعليم والتوجيه، سواء أكانت الجهات مدنية أم دينية، في دول العالم بدون استثناء، حتى تلك التي فيها أقدس أماكن العبادة.
أما الذين خرجوا للتعبير عن مواقفهم في كاليفورنيا ونيويورك فبفضل مساحة الحرية المتاحة لهم، لكن ما أدراك بملايين في مختلف الدول لا يستطيعون الخروج!
فما هو الحل؟ لا بد من وجوده بل توجد حلول؛ لعلّ أوّلها توقع عودة الخاطئ يوما ما عن خطيئته ليتوب شاعرا بحلاوة الحياة الطبيعية بعد مرارة الحياة غير الطبيعية.
لا يخفى عن حضرتك وجود مشاهير من المثليين وسائر الخطأة ممن قدموا للبشرية خدمات مميزة على صعيد الأدب والعلم والفن والدين.
أخيرا، قد أحزنني بعض ما ورد في مقالتك. مع الإحترام والتقدير
للأخ المتابع من الشرق الاوسط: اولا يا اخي من الذوق والمنطق والجرأة ان تذكر اسمك كما افعل انا
ثانيًا : ما رأيك بالآية النورانية الآتية : "لا تضلوا.. لا زناة ولا عبدة أوثان ولا فاسقون ولا مأبونون ولا مضاجعو ذكور ... يرثون ملكوت الله" (1كورنثوس 6: 9-10).
ألا ترى معي ان الرب في انجيله يؤكّد ان مضاجعي الذكور لن يدخلوا ملكوت السماوات!ّ!!!!!!!
ثالثًا : نعم الرب جاء لمثلهم ..ولكن ليغيّرهم لا ليصفّق لهم كما تفعل انت..وتروح تطالب ببحبوبة من " الحريّة" حتى يعبّروا عن رغباتهم " المشروعة"
رابعًا : تخيل يا غالي ان هناك من حضر الى بيتك عاريًا وامام زوجتك.. ..اترى هذا يندرج تحت مظلّة الحريّة الحمراء التي تنادي بها؟..ثم أرأيت في حياتك كلبًا ذكرا يفعلها بذكر آخَر ؟!!!!!!!!!!
خامسًا : المؤمن الحقيقي هو الذي يتخلّى عن شهواته ويصلبها..وليسامحني الرب ان شككت بك!!
سادسًا : الطبيب لكي يجتث الورم الخبيث يستعمل المشرط لا " الحسمسة"
واخيرًا انلا اريد ان اقف ضدّ التيّ\ار فلا احسن المراءاة كغيري والمجاملة في حقّ الربّ..
وبعد الاخير : لو سلّمنا وسرنا بحسب حضارتك لاضحى العالم سدوم وعمورة..
وبعد بعد الاخير : لا نكون كما الشرق نلقي باللوم بسبب تخلّفنا على الامبريالية..فالدولة لم تجعل المرء شاذّا وانما النوازع الساقطة فيك وفيّ وفي الغير ..
تحياتي..والرب معك..
كنت اريد ان اسمع القس حاتم الواقف على رأس هذا الموقع..كما فعل غيره في موقع آخَر
سامحني على قلة ذوقي وجرأتي على إخفاء اسمي، إن جوابك على مداخلتني لم يشجعني على ذكره ولا سيما بعدما شككت بي متعرضا الى شخصي الحقير، أليس تشككك بي خطيئة من الخطايا وأجرة الخطيئة موت، ثم كيف طالبت الرب ان يسامحك كخاطئ وانت لا تسامح الخطأة من اهل الشواذ. أفليس هذا كيلا بمكيالين؟ فاذهب اذا واقلع العين التي شككت بها خير لك من ان يلقى جسدك كله في النار! (كما قال الرب) ذلك في وقت لم أتعرض إلى شخصك الكريم. لقد أخفيته عنك لأن منزلتي أقل من منزلتك ولأن اسمي غير مهم مقابل اسمك. كن واثقا باني متنازل لك عن جميع حقوقي سائلا الرب الا يحسب عليك تلك الخطيئة، لكني لن اتنازل عن شبر واحد من حقل الحق الكتابي الذي بدا لي انك أسأت فهمه ثم أسأت فهم اعتراضي. لكن اذا شئت فاني غاندي الجديد الذي يقول لك: أعطني يسوعك يا أخي واحتفظ بيسوعيتك لنفسك!
كيف فهم الاستاذ الاديب اني ساومت في حقل الرب حتى صفقت لأهل الشواذ؟ لا يا عزيزي، لم أصفق بل اشفقت عليهم وتحننت، اقتداء بيسوع الناصري الذي أشفق وتحنن. لكن الذي فهمت من مقالتك هو أنك تريد القاء المثليين والسحاقيات في محرقة النار والكبريت الارضية، بدون اتاحة فرصة للتوبة. أرجو ان تعود الى مثل الفريسي والعشار ثم تتخيل ان ابنك الوحيد تعرض الى حادث سير- لا سمح الله- واستطاعت إحدى السحاقيات ان تنقله الى اقرب مستشفى حتى جعلها الله سببا في انقاذ حياته. فهل ستقدم لها الشكر على طبق أغلى من الذهب ام تقول لها: اذهبي عني يا فاعلة الاثم كان عليك ان تتركي ابني يموت خير له من تلطيخ جسده “الطاهر” بأناملك القذرة؟
واضح في اعتراضي اني ابحث في حلول للمشاكل، أنت تحث على قتل الخطأة أو حرقهم بنار لا تنطفئ أما أنا فأحث على تهيئة فريقين طبي وروحي لهم على امل في علاج أكبر عدد ممكن منهم لكي يعودوا الى الرب الذي عرفوه ولم يستطيعوا ان يستمتعوا بنعمته (ونحن نعيش في عهد النعمة الشاملة) ولم يتبعوا وصاياه او انهم رفضوه وجحدوا به واستهزأوا بملكوته. هذا هو العلاج المسيحي الصحيح يا أخي. أما الملايين الذين لا يستطيعون الخروج الى الشارع للتعبير عن حقوقهم “المشروعة في نظرهم وليس في نظري ولا في نظرك ولا في نظر القس الفاضل” فقد قصدت ان لدي احصائيات خطيرة عن عددهم في الدول التي تعبد الله، آملا أن الفكرة قد وصلت الان
أعد حضرتك بالرد لاحقا على الباقي مما تفضلت به اذا ما اعجبتك هذه المداخلة. مع التحية والتقدير