المحبّة البانيّة
لقد فكّرت كثيرا..هل أردّ ام اصمت..هل املأ فمي ماءً واقول : ما شأني؟
ولكنني ...
في مقال للاخت شفا عقل نشرته في موقع كلام الاوّل ، أدلت بدلوها في النقاش الدائر حول اتهام قدس الاب جبرائيل ندّاف للمتجددين والانجيليين – علما بأنّني مسيحيّ فقط وافتخر-اتهمهم فيه قدسه وعبر التلفزة بأنهم ارهابيون ومتشددون ويخطفون المؤمنين وليسوا من المسيحيّة بشيء، فصالت الاخت شفا في المحبة التي هي عصب المسيحيّة والرمز الرائع للرب يسوع.وراحت تداوي الجراح بها وتبلسمها.
جميل ما فعلت ، وجميل ما ذهبت اليه، فالمحبّة تداوي.
ورغم ذلك فلي في محبتها ما أقول : فأنا اعشق المحبة واحاول جاهدًا أن اعيشها واتنفسها وأحياها ، بل انني اذوب فيها هوىً، ولكنّ محبتي تخلو من الخنوع والضّعف اللامتناهي ، فمثل هذه المحبًة الخانعة ليست لها في قاموسي موقع...فالربّ علّمنا الا نخضع للظالم بل نحبّه ونصلّي من اجله ونقف مع المظلوم ونواسيه ونُعزّيه ونساعده.
وأتذكّر هنا يوحنا المعمدان وهو يؤنّب هيرودس بشأن زواجه من زوجة أخيه وكيف انّه قضى من اجل ايمانه: 1 فِي ذلِكَ الْوَقْتِ سَمِعَ هِيرُودُسُ رَئِيسُ الرُّبْعِ خَبَرَ يَسُوعَ، 2 فَقَالَ لِغِلْمَانِهِ: «هذَا هُوَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ! وَلِذلِكَ تُعْمَلُ بِهِ الْقُوَّاتُ».
3 فَإِنَّ هِيرُودُسَ كَانَ قَدْ أَمْسَكَ يُوحَنَّا وَأَوْثَقَهُ وَطَرَحَهُ فِي سِجْنٍ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا امْرَأَةِ فِيلُبُّسَ أَخِيهِ، 4 لأَنَّ يُوحَنَّا كَانَ يَقُولُ لَهُ: «لاَ يَحِلُّ أَنْ تَكُونَ لَكَ».(متى 14).
وأظنّ ان يوحنّا كان يعرف المحبة ويعيشها !!
ثمّ انني لا أظنّ انّ الجرّاح الماهر وهو بمِشرطه الحادّ يسيل الدم ويقطع الورم ويسبّب المًا للمريض ، لا أظنه مجرمًا لا يعرف المحبّة بل بالعكس اعتقد انه من فرط محبته فعل ذلك.
فالمحبة في نظري يجب ان تكون حاسمة لا متذبذبة ، بانية لا خانعة ، فيها الكثير من الشّمم لا الخنوع ، فلست مُلزمًا ان ادير خدّي الأيسر هكذا وببساطه ، فما اظنّ انّ الربّ ارادنا أن نكون " ملطشة" للغير وها هو يقول لضاربه : فَسَأَلَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ يَسُوعَ عَنْ تَلاَمِيذِهِ وَعَنْ تَعْلِيمِهِ. أَجَابَهُ يَسُوعُ:«أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ عَلاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِمًا. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ. لِمَاذَا تَسْأَلُنِي أَنَا؟ اِسْأَلِ الَّذِينَ قَدْ سَمِعُوا مَاذَا كَلَّمْتُهُمْ. هُوَذَا هؤُلاَءِ يَعْرِفُونَ مَاذَا قُلْتُ أَنَا». وَلَمَّا قَالَ هذَا لَطَمَ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنَ الْخُدَّامِ كَانَ وَاقِفًا، قَائِلاً: «أَهكَذَا تُجَاوِبُ رَئِيسَ الْكَهَنَةِ؟» أَجَابَهُ يَسُوعُ:«إِنْ كُنْتُ قَدْ تَكَلَّمْتُ رَدِيًّا فَاشْهَدْ عَلَى الرَّدِيِّ، وَإِنْ حَسَنًا فَلِمَاذَا تَضْرِبُنِي؟» | يو18: 19- وها هو في غضبه المقدّس : 12 وَدَخَلَ يَسُوعُ إِلَى هَيْكَلِ اللهِ وَأَخْرَجَ جَمِيعَ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي الْهَيْكَلِ، وَقَلَبَ مَوَائِدَ الصَّيَارِفَةِ وَكَرَاسِيَّ بَاعَةِ الْحَمَامِ 13 وَقَالَ لَهُمْ: «مَكْتُوبٌ: بَيْتِي بَيْتَ الصَّلاَةِ يُدْعَى. وَأَنْتُمْ جَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ!»(متى 21)
هناك فرق بين محبة بانية واخرى خانعة فتلك التي تُربت و:تُحسمس" .
فاولئك الذين يُسوّدون وجه المسيح الناصع في كلّ سنة بعراك بالعصي في رحاب القيامة والمهد يجب ان نقول لهم : كفى..لا نقبل هذا ..نحن نحبّكم ونصلّي من اجلكم ولكنعملكم هذا يضيرنا ، ويُحزن يسوع ويضرّ بالوصيّة التي دعانا فيها الربّ الى حمل مشعل اليشارة لكلّ الامم.
حان الوقت ان نقول للأسود أسود والابيض ابيض ولا نعرج بين الاثنتين ، وحان الوقت ان لا نجامل على حساب الربّ ونقول : كل الديانات سماوية وطريقها الى السماء!!علينا ان نصرخ بالفم الملآن : جواز السَّفَر الوحيد الى السماء هو يسوع وفقط يسوع
مع محبتي
زهير دعيم